أصبح اليوم مؤمناً ملتزما.. وفاجراً سكران!!

أصبح اليوم مؤمناً ملتزما.. وفاجراً سكران!!
كتب:نبيل العوضي
بدأ برنامج »بكل صراحة« انطلاقته بحمد الله وفضله، ولم نكن نتصور أن يكون التفاعل من المشاهدين بهذه القوة، خصوصا في الحلقة الأولى، حيث انهالت الاتصالات وتتابعت إلى درجة ان معدي البرنامج لم يستطعوا استقبال جميع الاتصالات ولا ادخال إلا القليل منها على الحلقة.
وبعد الحلقة الأولى تتابعت الرسائل القصيرة مهنئة لبدء البرنامج مقترحة بعض المواضيع مبدية استعدادها للمشاركة في الاعداد والتحضير، وهذا الأمر يدل دلالة واضحة على أن الاعلام الناجح هو الاعلام الهادف، لا اعلام الجنس والخلاعة، والبرامج التي يريدها المشاهد هي التي تتكلم عن همومه وهموم مجتمعه وأمته وبكل صراحة وجرأة، أما برامج هز الوسط!! وما يسمى بالنجوم وهم في الحقيقة تافهون لا قيمة لهم، فهذه البرامج وأمثالها لا يشاهدها إلا أمثالهم من التافهين!!
البرنامج بحمد الله مستمر، ومواضيعه متنوعة، وأفكاره كثيرة، ومن شاهد الحلقة الأولى »حفلات رأس السنة« علم أن هذا البرنامج سيكون له »خصوم«!! لأن البرنامج هدفه الاصلاح وكل مفسد في الأرض لن يرضى بالاصلاح، لكن القافلة ستسير بإذن الله، ولن يضرها صراخ من هنا ولا عويل من هناك.
إن فسدت الحكومة، ولم يقم مجلس الأمة بدوره، ولم يستطع القضاء أن يتدارك الأمر، فإن الاعلام هو السلطة الرابعة التي تستطيع أن تصلح الأمور وتعيدها إلى نصابها، ومن هذا المنطلق سنرتب الأولويات، ونبدأ بالتغيير، ومن يتوكل على الله فهو حسبه.

************

حفلات رأس السنة حصلت، وأصبح اليوم مؤمنا بربه ملتزما بدينه، لم يقض ليلته البارحة إلا بما يرضي ربه، وأصبح اليوم فاسقا فاجرا، قضى ليلته مخمورا! فكم من شاب قضى البارحة في حفلات عهر وسكر، وكم من فتاة خلعت الإيمان والحياء، ولم تراقب ربها عز وجل، وسهرت حتى الصباح مع رفقة خبيثة، إما في مخيم أو شاليه، أو صالة أو مطعم تجاوز الاخلاق والقوانين، وكم من شخص سافر إلى بلاد خليجية أو عربية ليحتفل بليلة رأس السنة.
أما لذة المعصية فقد ذهبت، وبقي الحساب والعقاب يوم الدين، »ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره«، ولا يظن أهل »القعدات«، و»الحفلات« والسكر والعربدة أن الله غافل عنهم أو أن الله سينسى فعلهم، »ويحذركم الله نفسه«.
وصل سعر بعض المغنين والمغنيات إلى 150 ألفا في ليلة واحدة!! هي ليلة رأس السنة، وانفقت مليارات الدولارات على فجور وسكر وعربدة!! فأي سخف وصلت إليه هذه الأمة؟! لا حول ولا قوة إلا بالله!!

************

غريب أمر حكومتنا، أعظم ليلة عند المسلمين وهي ليلة القدر ويشرع فيها القيام والذكر ومع هذا لا تعطل أي جهة في الحكومة حتى المدارس، بل ان بعض المدارس تتعمد وضع اختبارات في صبيحتها!! أما رأس السنة الميلادية لأن أهلها يريدون السهر على أنغام الموسيقى، والأغاني والرقص وفي كثير من الاحيان جنس وسكر!! فلهذا لابد من تعطيل صبيحتها والأغرب ان كل العطل المرتبطة بأحداث اسلامية رحلت عن موعدها إلا عطلة رأس السنة الميلادية ثبتت ليستمتع من أراد بحفلات رأس السنة!!
مجلس الأمة لم يستشر في عطلة السبت!! ولم يستشر في عطلة رأس السنة!! ولا أظن الحكومة تلقي لصراخ الأعضاء بالا!! أتعرفون لم؟ لأن غالب المجلس في جيب الحكومة!!

************

توفيت قبل يومين خالتي الحبيبة »أم عبدالله«، »والخالة بمنزلة الوالدة« بعد صراع طويل مع المرض، عزائي الحار لوالدتي الحبيبة أطال الله في عمرها، وزوج خالتي العم »أبوعبدالله عمادي« الذي لم أر في حياتي زوجا مخلصا لزوجته محبا لها مثل هذا الزوج، فما يقارب عشرين سنة من مرضها لم يتركها يوما واحدا!! ولم يغب تفكيره فيها ساعة واحدة!! انه الحب الصادق، جمعه الله بها في جنات النعيم،... وعزائي لأبنائها الذين ضربوا أروع الامثلة في البر والاحسان، ووالله إن افعالهم لتكتب بماء الذهب، وتسطر في الكتب، وقلما نجد مثلها في هذا الزمن، فعظم الله اجرنا واجركم جميعا، وغفر للخالة الحبيبة ورحمها واسكنها جنة الفردوس، اللهم آمين.