همسة حب
mms : عدد الرسائل : 188 العلم : الاوسمة : تاريخ التسجيل : 20/08/2008
| موضوع: تاملات في سوره الناس الإثنين سبتمبر 22, 2008 5:13 am | |
| تأملات في سورة النّاس
سورة النّاس هي السورة الأخيرة في ترتيب سور المصحف--ها هي أمامكم---
قال تعالى ((قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِن شَرِّ الوَسْوَاسِ الخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الجِنَّةِ وَالنَّاسِ))
أمّا قوله تعالى "قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ "--فقد أضاف السياق لفظة ربّ للنّاس مع أنّه عز وجل ربّ النّاس وغير النّاس وذلك لأنّ السياق استعاذ من الموسوس في صدور النّاس فناسب ذلك قوله "رَبِّ النَّاسِ "---أي كأن القول قل أعوذ برب الموسوس في صدورهم----أي النّاس
أمّا قوله " مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ " فهما عطف بيان على "رَبِّ النَّاسِ "---أي هو ربّ النّاس الذي هو ملك النّاس الذي هو إله النّاس
وقد يكون رب ما لبعض النّاس وقد يكون ملك لبعض النّاس ولكن لا يكون إله غير الله لكلّ النّاس--- فإله النّاس وصف مخصوص بالله عز وجل
طيب
كررت النّاس ثلاث مرّات في (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ )--فلم كان هذا التكرار ؟
ولم لم يكتف بذكر النّاس مرة واحدة؟
أي لم لم يقل (قل أعوذ برب النّاس وملكهم وآلههم)؟؟
والجواب هو أنّ الجملتين (* مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ ) عطف بيان لرب النّاس والأظهار أنسب من الإضمار إن كان المقصود البيان
قوله تعالى *مِن شَرِّ الوَسْوَاسِ الخَنَّاسِ *
ما الوسواس؟
وما الخنّاس؟
الوسواس إسم بمعنى الوسوسة وهي الصوت الخفي غير المسموع ومصدرها وسواس بالكسر--- وليس المراد به الشيطان وحده
جاء في لسان العرب (قال: والزِّلْزال، بالكسر، المصدر، والزَّلزال، بالفتح، الاسم، وكذلك الوِسواس المصدر، والوَسْواس الاسم) فأنت ترى تفريقهم بين المصدر والإسم---
قال الخليل بن أحمد في العين (وسوس: الوسوسة: حديث النّفس. والوسواس: الصوت الخفي من ريحٍ تهزّ قصباً ونحوه، وبه يُشَبّه صوتُ الحلي، قال الأَعْشَى: تسمعُ للحَلْيِ وَسواساً إذا انصرفت كما استعان بريحٍ عِشْرِقٌ زَجِـلُ وتقول: وسوس إليّ، ووسوس في صدري، وفلان موسوس، أي: غلبت عليه الوسوسة. والوَسواس: اسم الشّيطان، في قوله تعالى: "من شرّ الوَسواس". والوَسْواسُ في بيت ذي الرُّمّة: فبـاتَ يُشْـئِزُهُ ثـأدٌ ويُسـهِــرُهُ تذاؤب الرِّيح والوَسواس والهَضَبُ: همسُ الصّائدِ وكلامه.)
فلم لم يقل " الموسوس" أي الذي يمارس الوسوسة وقال "الوسواس"؟
قيل لأن الوسوسة شغلته فكأنّه صار هو والوسوسة شيئا واحدا
أمّا الخنّاس فهو الذي يخنس---أي الذي يسكت و يختفي ويتوارى حين المواجهة ولا يأتيك إلّا عن غفلة منك مثل الشيطان
قال الطبري({ الْخَنَّاس } الَّذِي يَخْنِس مَرَّة وَيُوَسْوِس أُخْرَى , وَإِنَّمَا يَخْنِس فِيمَا ذُكِرَ عِنْد ذِكْر الْعَبْد رَبّه.)
أمّا ما هو جديد في كلامي فإن الوسواس الخنّاس ليس هو الشيطان وحده أي ليس إبليس وحده ---فإبليس هو أحدهم--لذلك أل التعريف هنا للجنس لا للعهد
|
|
| |
|