عشق الماضي / المحطة الرابعة عشر

ما أروع أن تعيش لحظاتك السعيدة مرة أخرى وتوطن في كنفها وأنت مطمئن وما أروع أن تكون صبيا .

لا يفهم سوى الحب والرأفة والفطرة البسيطة .



فلا تقع عينه إلا على سماء صافية ووردة متفتحة وشمس تزهو في أيام سكينة ومطمئنة بعيدة عن القتل والدماء وزهق الأرواح .



ولا يسمع إلا كلام يدغدغ مشاعره الصغيرة وأنشودة الطموح لبلوغ الأحلام الكبيرة بدل أن يسمع وقع الحروب وسياسة الدم .



ولا يتكلم إلا بلغة العصافير المزقزقة وهو يتلكأ فيها من فمه وابتسامته البريئة وليس بلغة التشرد والتخلف والضياع.



فهكذا كان الماضي القريب يرسم لنا لوحات تعبر عن الحب والحنان والألفة وطيب النفس .



فعندما تفرش أجنحة الليل وتبدأ الريح بالصفير وتضاء نجوم السماء المتناثرة يهفو إلي شريط الماضي .



ماضي الصبا؛ ماضي الأمان؛ ماضي بغداد ؛ ماضي العراق.



فما إن يوضع الشريط في جوف قلبي وإذا بنبضات قلبي تتسارع وجسمي يرتعش وكأني أسبح في فضاء حلم جميل فتتراءى أمامي صور الماضي وهي مزدحمة بأيامها الزاهية وأجوائها الندية ؛ملونة بألوان الصبا البراق .



كان كل شي عادي ولكنه كان كل شي جميل ورائع على نفوسنا . إلى أن أصابتنا ذنوبنا بالحداثة والعولمة الدخيلة فقضت على كل شي .



ولا غرابة في الأمر ونحن نعلم أن الحداثة والعولمة أتت مع قاتل الأحلام وعدو الأنام هو المحتل .



وذات مرة قالوا لي لم تبكي كلما غربت الشمس وزاد احمرارها في الأفق ؛ قلت لهم عندما تغرب الشمس أرى بغداد بكسوتها القديمة وأوقاتها الحميمة .

ولكنكم لم تروني ابكي هذه الأيام وأنا أتذكر صباي والماضي .



وسوف اعترف ألان بغبائي لكل العالم إني لم اسطر تلك الأيام على ورق أو حتى أصورها كي تبقى لي الدواء كلما الليل أوحش وتبقى لي الأمل في أيام الظلمة والدمار .



ولكني سأعترف له هذه المرة بقولي هذا : (( إني أعشقك عشق المحبين .. واني أضمك إلي لتمنحني الحنين .. وسأضل افتقدك من حين إلى حين .

ان احد اسباب جعل اليد تخط من جديد هو مروركم وتعليقاتكم الرائعة وان شاء الله اني موجود طالما اكو اعضاء متميزين مثلكم في منتدى متميز تحياتي

نورت الصفحة ياروزا واحب اكول شي بخصوص كتابتي لهالخاطرة انه والله من اصدق المشاعر اللي كتبتها بحياتي لان تناولت بيها عدة جوانب ولو عندي وقت جان تناقشت بيها ويياكم لان انتوا ماشاء الله مثقفين جدا وتستاهلون كل مواضيع متميزة

اهلا بحلا وبطلتها الرائعة الزكية واشكرهة الشكر الجزيل على مرورها